anonce

الجمعة، 15 يوليو 2016

السينما في الجزائر شابة عمرها 120 سنة وبوسعادة بيتها...



يذكر جاك فيدال Jacques Vidal في بحثهle cinéma français de l’Afrique du nord انه في العام 1896 قامت مصانع السينما للإخوة لوميارLes frères lumière بإيفاد المصور الفوتوغرافي كساندر برميه إلى الجزائر لغرض تصوير بعض الأشرطة عن الحياة الاجتماعية. في قلب العاصمة الجزائر ،مثل باب عزون ، سوق العرب ، وساحة مقر الحكومة العامة .
سرعان ماعاد الكسندر بروميو Alexandre برميه إلى الجزائر وبصفة السينمائي هذه المرة سنة 1903 بتعيينه رئيسا لمصلحة السينما والصورة بمقر الحكومة العامة الفرنسية بالجزائر ومن هنا يمكن القول أن الكسندر بروميوAlexandre Prumioهو أول مصور ومخرج سينمائي تطأ أقدامه ارض الجزائر المستعمرة .
ومعلوم أن ا لكسندر بروميوAlexandre Prumioبحكم وظيفته وعمله كمصور أشرطة سينمائية وأثناء تنقلاته لاسيما الى الجنوب ، لا يمكننا إلا أن نتصور انه صور ببعض مدنها بها بعض الأمتار،والصور الفوتوغرافية ، كواحات ومناظر طبيعية لافتة لا يمكن تجاهلها .من هنا يكون الجنوب الجزائري قد استقطب ونال إهتمام الحكومة والدوائر العسكرية بالدرجة الأولى والسينمائيين بالدرجة الثانية وذلك في الفترة الممتدة مابين 1903 إلى سنة 1920 غير أن الفرصة والمناسبة لم تحن بعد إذا علمنا بأن السينما في هذه الفترة لم تكن قد دخلت مرحلة الأفلام الطويلة الخيالية على الأقل في الجزائر لان أول فيلم من هذا النوع من الأفلام والتجربة السينمائية الجديدة قد بدأت من الصحراء الجزائرية وتحديدا في مدينة توقرت ابتداء من سنة 1921 بتصوير بعض المشاهد الخارجية للفيلم الخيالي الطويل الأطلنطي في نسخته الأولى l’Atlantide للمخرجJacques Feyderمن بطولةJean Angelo ، وفي سنة 1922 وبالصحراء الجزائرية دائما تم تصويرفيلم إنشاء اللهInch’ AllahللمخرجFranz Toussaintومن هنا كذلك ، يمكننا الاستدلال بما لا يدع مجالا للشك بدخول السينما أو الفن السابع ارض الجزائر المستعمرة .
منذالعام1923أصبحت بوسعادة المكان المفضل للمخرجين السينمائيين الأجانب بحكم موقعها الجغرافي المتميز لما توفره من مناخ ملائم،لاسيما في مراحل اختيار أماكن التصوير le repérage لسهولة المسالك ووفرة الطرق والممرات المؤدية لاماكن التصوير إلى جانب وفرة الفنادق والمطاعم ، وحتى الكومبارس وبعض الأيدي العاملة البسيطة وعوامل أخرى تحتاجها عادة بلاتوهات التصوير وهذا بالضبط ما تمنحه فضاءات بوسعادة السينمائية في هذه الفترة ، فكانت بوسعادة Bousaada أول شريط قصير من 7 دقائق يوقعه المخرج الفرنسي روني موروRené Mauro سنة 1923 وعلى الرغم من عدم وجود مراجع أو نصوص تتناول هذا الشريط الذي يؤرخ لبداية التصوير السينمائي بالجزائر عموما وبوسعادة بالخصوص ، إلا انه بإمكاننا أن نتصور انه يتناول بعض المناظر والأزقة وحياة السكان بهذه المنطقة في تلك الحقبة الزمنية ، ومنه ستصبح هذه الفضاءات ،وغيرها من الفضاءات السينيمائية الجزائرية مسرحا لعشرات الأفلام لاحقا
السينما الجزائرية ميلاد في الجبل مع سينيمائيو الحرية

إن اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ،في الفاتح من نوفمبر 1954، ولأسباب موضوعية سياسية وأمنية، شهدت كل المدن الجزائرية ، شبه توقف عن تصوير الأفلام السينمائية بها ، حيث كانت في هذه الفترة بالذات ، ، وعلى الحدود الجزائرية التونسية بالولاية الأولى المنطقة السابعة الشرقية، تولد السينما الجزائرية في بداياتها الأولى ، سنة 1956
كانت الصورة وحرب الصورة احد خيارات جيش وجبهة التحرير الوطني ، لأجل إسماع صوت الثورة الفتية ونشر الوعي العام المحلي والدولي بالخصوص وابراز حجم التضحيات والبطش الذي يتعرض له الشعب الجزائري من قبل المستعمر الفرنسي ، ولذلك لم تدخر الحكومة المؤقتة GPRA جهدا من أجل خلق جبهة أخرى سلاحها الصورة وبندقيتها الكاميرا ، فكان ميلاد السينما الجزائرية ..
كان جمال شاندرلي بحكم تجربته ومهنيته في مجال الصورة أول المؤسسين لهذه النواة التي ستشكل لا حقا أول مصلحة للسينما والصورة بايعاز من الحكومة الجزائرية المؤقتة انطلاقا من الأراضي التونسية .وبذلك تمكن شاندرلي مع مجموعة اخرى من المصورين من تأسيس اول مخبر للصورة سنة 1956 بتونس ، وسخر لذلك كل ما يملك من صور وأشرطة لصالح هذه النواة الوليدة .ليلتحق به في نفس السنة السينمائي والمخرج الطاهر حناش لتزويد الخلية بكاميرتين مجهزتين ايذانا بميلاد السينما الجزائرية بعد مخاض عسير ، على أيدي مجموعة من المحاربين أصلا، ولكنهم ميالون للفن السابع والذين سيأخذون على عاتقهم تكوين النواة الأولى للسينما الجزائرية. .
كان لميلاد هذه الخلية السينماتوغرافية التابعة لجيش التحرير الوطني الأثر البالغ في إسماع وإظهار الوجه الحقيقي للثورة وبعيون جزائرية حتى وان كان بعضا من مؤسسيها يحملون الجنسية الفرنسية واليوغسلافية وغيرها ، من أمثال روني فوتيه René vautier، وبيار كليمونPierre Clément. و ستيفان لابيدوفيتش Stevan Labidovic وغيرهم من سينمائيو الحرية الجزائريين ورواد السينما في الجزائر مثل محمد لخضر حمينة Mohamed lakhdar hamina ،إلى جانب احمد راشدي Ahmed Rachedi، وهما المخرجان اللذان سيكون لهما ، ولغيرهما طبعا فيما سيأتي شرف مواصلة شعلة السينما الجزائرية بمنطقة الحضنة بوسعادة وضواحيها خاصة والجزائر بوجه عام .
بوسعادة وميلاد تجربة سينمائية جزائرية ايطالية حيث تم تصوير عدة افلام في هذه الواحة السينمائية الجميلة في اول افلام الشراكة السينمائية الجزائرية بفيلم Le Marchand d’Esclaves (IL MERCANTE DI SCHIAVE ) للمخرج الايطالي انتونيومارقاريتي Antonio Marghareti،عام 1964، هذا الفيلم ،سيثمر تجربة سينمائية مشتركة متميزة ، بين سينما الجزائر المستقلة الفتية وبين السينما الايطالية الجميلة الناشئة،والمتمثلة في فيلم معركة الجزائريةla Bataille d’Alger للمخرج بونتيكورفو Gillo Pontecorvo العام 1966، وفيلم ايطالي آخر كبير سيصور بالكامل بمنطقة عين الديس لاحقا ، والتجربة الثانية ، للسينما الايطالية الجزائرية بمدينة بوسعادة ، كانت حاضرة في مشاهد خارجية من فيلم برانكاليون Brancaléone s’en va T’aux croisade سنة 1970،للمخرج الايطالي ماريو مونتيسلي Mario Monicelli ،من بطولة النجم العالمي فيتوريو قاسمانVittorio Gassman و ستيفانيا سندرلي StefaniaSandrelli، وادولفو سيليAdolfo Celi، وبيبا لونكارBebaLoncar، وشارك في هذا الفيلم كل من الممثل الجزائري ابو جمال Abou Djamelحسان الحسنيHassan El hassaniوسعيد حلميSaid Hilmi .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق